أَهْدَرْتُ فِي دَرْبِ الأَسَى خُطُوَاتِي
وَرَسَمْتُ فِي وَجْهِ الدُّجَى زَفَرَاتِي
وَقَرَأْتُ فِي عَيْنَيْكِ بَعْضَ قَصَائِدِي
فَعَلِمْتُ أَنَّكِ قِطْعَةٌ مِنْ ذَاتِي!
وَسَمِعْتُ صَوْتَكِ وَالْمُنَى مُخْضَلَّةٌ
فَوَجَدْتُ فِي نَبَرَاتِهِ نَبَرَاتِي
مِنْ أَيْنَ جِئْتِ إِلَيَّ ؟..كَيْفَ عَرَفْتِنِي
وَعَرِفْتِ دَرْبَ الْقَلْبِ بَعْدَ فَوَاتِ؟
أَوَمَا سَمِعْتِ صَدَى الْحَنِينِ بِخَاطِرِي
وَتَلَعْثُمًا تَشْقَى بِهِ كَلِمَاتِي ؟
مِنْ أَيْنَ جِئْتِ ؟ ..قَصَائِدِي مُخْضَلَّةٌ
شَوْقًا ، وَقَلْبِي وَارِفُ الْخَلَجَاتِ !
مَازِلْتُ أَمْضِي ، وَالْطَّرِيقُ طَوِيلَةٌ
وَمَشَاعِلِي مَحْدُودَةُ الْوَمَضَاتِ
وَسَلَكْتُ دَرْبَ الْحُبِّ مَشْدُودَ الْقُوَى
تَجْرِي دِمَاءُ الْعَزْمِ فِي خُطُوَاتِي
أَوْغَلْتُ فِي كُلِّ الْقُلُوبِ ، فَلَمْ أَجِدْ
قَلْبًا كَقَلْبِكِ صَادِقَ الزَّفَرَاتِ
سَافَرْتُ فِي كُلِّ الدُّرُوبِ فَلَمْ أَجِدْ
وَجْهًا كَوَجْهِكِ رَائِعَ الْقَسَمَاتِ
يَا مَنْ وَقَفْتُ عَلَى مَشَارِفِ صَمْتِهِا
مُتَأَمِّلًا مُتْوِثِّبَ النَّظَرَاتِ
وَأَبَحْتُ قَلْبِي لِلَأنِينِ وَلِلْأَسَى
مِنْ أَجْلِهَا وَجَنَحْتُ لِلْخَلَوَاتِ
وَوَقَفْتُ إِنْصَاتِي عَلَى كَلِمْاتِهَا
حَتَّى غَدَوْتُ أَخَافُ مِنْ إِنْصَاتِي
وَوَقَفْتُ فِي وَجْهِ اشْتِيَاقِي صَامِدًا
أَحْمِي حِمَى نَفْسِي مِنَ النَّزَوَاتِ
أَأُطِيعُ أَوْهَامِي..؟ إِذَنْ فَتَوَقَّفِي
يَانَفْسُ وَانْعِي لِلزَّمَانِ ثَبَاتِي
اللهُ يَعْلَمُ ، مَا أَبَحْتُ قَصَائِدِي
لِتَمَلُّقٍ يَجْنِي عَلَى كَلِمَاتِي
عَانَقْتُ ضَوْءَ الْفَجْرِ بَعْدَ تَخَبُّطٍ
يَا فِتْنَتِي فِي غَيْهَبِ الظُّلُمَاتِ
وَسَكَبْتُ ضَوْءَ الشَّمْسِ بَيْنَ جَوَانِحِي
أَمْحُو بِهِ لَيْلًا مِنَ الْحَسَرَاتِ