اهتم عدد من علماء المسلمين السنة والشيعة بتأليف كتاب يحتوي على أربعين حديثاً، في موضوع واحد، أو مواضيع متعددة، لقول النبي صلى الله عليه وآله : (من حفظ من أمتي أربعين حديثاً ينتفعون به بعثه الله يوم القيامة فقيهاً عالماً). وقد أوردت معاجم المؤلفات أسماء العديد منها:
من ذلك: الأربعون حديثاً لمحمد بن المقري المتوفى381 (معجم المؤلفين: 8/21 )، والأربعون حديثاً لابن أبي الصيف المتوفى 6 9، عن أربعين شيخاً في أربعين بلداً (الأعلام:6/36)، والأربعون حديثاً الطائية لأبي الفتوح الطائي المتوفى سنة 555 عن أربعين شيخاً (الأعلام:7/24)، والأربعون حديثاً في العبادات، لابن أبي زيد الأندلسي (الأعلام:8/24 ) والأربعون البلدانية لابن عساكر، والأربعون في الجهاد للمقري، والأربعون العشارية للعراقي، وهي مطبوعة.
ومن أشهرها عند الشيعة الأربعون حديثاً للبهائي من الشيعة، والأربعون حديثاً للنووي من السنة.
وقد أورد الطهراني رحمه الله في المجلد الأول من الذريعة نحو ثمانين كتاباً لمؤلفين شيعة باسم:الأربعون حديثاً، وقال في ص1/4 9: (قد تحققت السنة الأكيدة البالغة إلينا بالطرق الصحيحة عن سيد الرسل صلى الله عليه وآله بقوله: من حفظ على أمتي أربعين حديثاً..إلخ. قال شيخنا الشهيد سنة 786 في أول أربعينه: إن حديث حفظ الأربعين هو المشهور في النقل الصحيح عنه صلى الله عليه وآله.
كما عقد العلامة المجلسي في أول مجلدات البحار باباً لمن حفظ أربعين حديثاً، أورد فيه ما وصل إليه من رواياته عن كتب كثيرة بأسانيد متعددة ومتون متقاربة، وقال في آخر الباب: هذا المضمون مشهور مستفيض بين الخاصة والعامة بل قيل إنه متواتر). انتهى. (ورواه في الكافي:1/49، ونحوه في عيون أخبار الرضا عليه السلام : 1/28و41، والخصال ص541، و542، والأمالي ص382، وثواب الأعمال ص134، وغيرها).
ونسبه العلامة الى النبي صلى الله عليه وآله بلا ترديد في تحرير الأحكام:1/4 فقال: قال صلى الله عليه وآله :من حفظ من أمتي أربعين حديثاً ينتفعون به، بعثه الله يوم القيامة فقيهاً عالماً ).
ورواه في كنز العمال:1 /158 بألفاظ متقاربة وطرق متعددة، منها: (من حفظ على أمتي أربعين حديثاً من سنتي أدخلته يوم القيامة في شفاعتيـ ابن النجارـ عن أبي سعيد.
من حمل من أمتي أربعين حديثاً بعثه الله يوم القيامة فقيهاً عالماً ـ عن أنس.
وفي ص164:( من تعلم أربعين حديثاً ابتغاء وجه الله تعالى ليعلم به أمتي في حلالهم وحرامهم، حشره الله يوم القيامة عالماً ـ أبونعيم ـ عن علي.
وفي ص224:(من حفظ على أمتي أربعين حديثاً من أمر دينها، بعثه الله يوم القيامة فقيهاً عالماً ـ عد في العلل ـ عن ابن عباس عن معاذ، حب في الضعفاء ـ عن ابن عباس، ابن سعد وابن عساكر من طرق عن أبي هريرة، ابن الجوزي عن أنس.
من حفظ على أمتي أربعين حديثاً فيما ينفعهم من أمر دينهم، بُعث يوم القيامة من العلماء، وفضل على العالم على العابدسبعين درجة، الله أعلم بمابين كل درجتينـ ع، عد، هب ـ عن أبي هريرة. انتهى. ونحوه الأحاديث التي بعده الى رقم 29192.
ومن طريف ما رواه في كنز العمال:?1 /232:(من كتب عني أربعين حديثاً رجاء أن يغفر الله له، غفر له وأعطاه ثواب الشهداء. ابن الجوزي في العلل، عن ابن عمرو.
لكن مع تصحيح علماء الشيعة لهذا الحديث، وكثرة طرقه عند السنيين، وعمل الجميع به، وتأليفهم الكتب الأربعينية، فلا عبرة بتضعيفهم له !!
الأسئلة
1 ـ ما رأيكم في أسانيد حديث (من حفظ على أمتي أربعين حديثاً..)، ولماذا لا تأخذون بسنده الصحيح من طرق أهل البيت عليهم السلام ؟
2 ـ من الواضح أن هدف النبي صلى الله عليه وآله أن تصل أحاديثه وما أوحاه الله اليه الى أوسع نطاق من الأمة والعالم، وأن يحفظ الصحابة والرواة هذه الأحاديث ويعلموها للناس، بمختلف الوسائل المناسبة المتجددة في كل عصر.
فلماذا لاتعترفون بأن عمر نقض هذا الغرض النبوي في إصراره على تغييب السنة ومنع تدوينها، وحتى التحديث بها، ومعاقبته على ذلك ؟!