[color=violet]
[size=24] بسم الله الرحمن الرحيم سمع صوت يهمس فى أذنيه :
لما أنت شارد الذهن لا تقلق فأنا بجوارك أشعر بلهيب أنفاسك أسمع همساتك
فيلتفت مندفعا : من .......؟ ويثقل لسانه فإذا به يرى فتاة فى ريعان شبابها ليست فتاة بل حورية تتناثر خصلات شعرها وتهفو مع نسمات الهواء لديها وجه ملائكى تملك عينان ساحرتان قوام فتان تتوج شعرها بعنقود مؤلف من الياسمين والفل وورود جورية ترتسم على شفتيها إبتسامة خلابة بدلت ليله إلى صباح فى أجمل أيام الربيع ينتشر عطرها فيغمر أجواء المكان
أخذت تبعد عنه وتتنقل كفراشة مرحة وكأنها خيال إلى أن أختفت عن ناظريه
ظل هكذا للحظات وكأن الأرض تمسك به وعينيه معلقة حيث أختفت , ليفق على صوت أخته ( لؤى ) ألم تنم حتى الأن ؟
فلم يجيب وذهب ليلقى جسده على الفراش بلا عقل بلا قلب بلا روح وأغمض عينيه وذهب فى ثبات عميق
إستيقظ فى الصباح على صوت والدته هيا ( لؤى ) الساعة الثامنة ستتأخر على العمل
وأثناء إنهماكه فى العمل فإذا برئيسه يخبره أن أحد ما ينتظره ويعطيه الأذن بالإنصراف
وإذا به يرى تلك "الحورية " تجلس فى سيارة غاية فى الفخامة والجمال أقترب وسالها
من أنتى ؟
إجلس وستعلم كل شىء
فركب معها وكرر سؤاله : من أنتى ؟
إهداء وستعلم كل شىء
وما زالت الإبتسامة التى سلبته روحه تنير وجهها
وبعد وقت قصير وقفت السيارة أمام شركة ونزلا الإثنان وإنتهت به إلى مكتب ثم قالت : من اليوم أنت مدير هذه الشركة ولك التصرف بها .
من أنتى ؟ ولمن هذه الشركة ؟
لم تجيب وهمت لفتح الباب وقبل الإنصراف ألقت إليه نظرة مليئة بالأمل وخرجت من بين ثنايا صغرها إبتسامة لؤلؤية ثم أنصرفت
ومنذ ذاك اليوم وتبدلت أحوال ( لؤى) من " لؤى " الشاب الفقير الذى يسكن منزل يشبه الكوخ إلى " لؤى " رجل الأعمال صاحب المليارات ولكنه منذ ذاك اليوم لم يرى " الحورية " بحث عنها كثيرا وحين يأس من لقياها أنغمس فى ملذات الحياة ترك " لؤى " الزاهد بالحياة الذى لا يأمل غير راحة البال ورضا والدته وطاعة المولى
وفى ليلة ما أثناء جلوسه فى حديقة منزله وإذا به يستنشق عبيرها فعطرها غطى أرجاء المكان فيلتفت حوله ليرأها أتية بنفس الخفة والرشاقة وكأن روحه رودت إليه فإذا به يركد نحوها كطفل وجد أمه التائهة ويمسك بها يتأملها فإذا بعيناها الساحرتان الفرحة الممزوجة بالشماته
لؤى : أين كنتى ؟ لماذا تركتينى بعد ما مملكت الدنيا ؟ لماذا تركتينى أعانى مرارة بعدك ؟
إهداء وستعلم كل شىء .
إهدا , إهدا , إهدا , أريد أن أعلم الآن من أنتى ؟
فضحكت ضحكة ساخرة : أتريد أن تعلم من أنا ؟ سأخبرك !
أنا من عشقنى كل البشر إلا أنت .... أنا من ركع تحت أقدامى ملايين من البشر إلا أنت .... أنا مث تمسك بى وطلب عطفى وعفوى ملايين البشر إلا أنت ....
كنت دائما تتجاهلنى , لأ أخطر لك على قلب دائما زاهد بى , أشعرتنى وكأنى بلا قيمة لديك , فرحى أو حزنى لا يؤثر بك , عطائى او سخطى لا يمثل لك أهمية
أتريد أن تعرف من أنا ؟
أنا من أحكم العالم , أنا أرفع من اريد إلى السما وألقى من اريد فى أوضع الأماكن
وفجأة حولت الحورية الجميلة إلى ساحرة قبحة المنظر وعندما فزع ( لؤى ) عالت ضحكاتها
ثم نظرت إليه نظرة عابسة : أكرهتنى الآن ! لا .. والذى خلقك وخلقنى اليوم لن تزهد فى مهما كان مظهرى مهما جرحتك لن تبيعنى سظل متمسكا بى تطلب رضائى لن تستطيع بيع حياة الطرف هذه لتعود للفقر والذل
أتي إليك وألقي نفسى تحت قدميك أشحذ حبك رغم ملايين البشر يشحذون حبى ورضائى .... الآن أن تحت أقدامى ومهما أفعل بك ستظل تطلب رضائى
أعلمت من أنا ....؟...........
وأخذت تبعد حركاتها قوية تزلزل المكان وضحكاتها ترج الأركان
وأخذت تبعد , وتبعد , وتبعد
أعلمت من أنا ؟
أخذت تتعالى ضحكاتها , تبعد , تبعد
[center]
بقلمى ،
بنت الريف